السبت، 1 أغسطس 2009

تستطيع أن تغير العالم الآن .. الكل يعتمد عليك (2)

تابع معنا خطة العمل .. لتغيير عالمك وعالمنا للأفضل والأحسن؟!.

عند قرأتك مقالنا الأول وتطبيقه .. هل شعرت بنتائج أفعالك وأقوالك وتصرفاتك الإيجابية فى حياتنا ؟! ، هل أدركت الآن لما نعتمد عليك فى تغيير عالمنا؟! . لقد كنت ترى بالأمس أن العالم يحتاج الملايين ليغيروا فيه ؛ أما اليوم فلقد رأيت جوانب أخرى لما ترها بالسابق ؛ رأيت أنه مهما بلغ من ضآلة تأثير ما تقوم به فتستطيع -أنت وحدك- تغيير العالم حولنا ، رأيت كم أنت قادر على إحداث كل ما ترغب فيه وكل ما تسعى إليه ، لقد كان لدينا الحق - كل الحق- أن نعتمد عليك ؛ وعلى نظرتك العميقة للأمور ؛ وإدراكك الواعى لتأثيرك فى حياتنا.

وانتبه .. لم ينتهى الأمر بعد ؛ لازالت لديك أشياء لتفعلها ؛ مازلنا نحتاج لتأثيرك فى حياتنا ، أكمل معنا الطريق.

* الكل اليوم يعتمد على كرمك وعطائك لإزالة البغضاء من قلوبنا وزيادة المحبة والتراحم بيننا:

أن الصدقة التى ستخرجها اليوم ؛ ستكشف بلاءً عن إنسان محتاج ؛ وتدخل الطمأنينة لقلبه وحياته ؛ وتشعره بأن أخوته ليسوا فقط من ولدتهم أمه ؛ بل أخوته فى الإنسانية فى كل مكان ؛ وإن الله سبحانه لن يتركه أبداً ليشقى ؛ بدليل أنه بعث إليه "أنت" أخيه ليساعده ويشاركه حل مشاكله. أرأيت أننا نعتمد عليك اليوم لجعل العالم مكان أفضل للعيش فيه ، وذلك بما تضخه فى مجتمعنا من صدقات ومن حب وتراحم وعطف على أخوتك فى الله.

إنك بمنحك ما يفيض من مؤن وطعام فى مطبخك وإفراغ خزانتك وبيتك مما لا تحتاج إليه وما لا تستعمله وإعطاءه للفقراء والمحتاجين من أهل وقرابة وجيران ومعارف وغير ذلك ؛ تكون قد ضمدت بذلك جرح أخيك فى الله لرؤية إبنائه شباع مكسوين وبيته لا ينقصه شي بفضل الله ، فرفعت من روحه المعنوية ومن طاقة الحب والعطف بداخله ؛ فرضى عن حاله وعن مجتمعه وتفاعل معهم بشكل جيد ، فتراجع هذا "المسكين" عن فعل طائش لحل مشاكله ، كذلك ساعد غيره بما نقلته له من طاقة الحب واتقن عمله لوجه الله تعالى ، وأشفق على أسرته فلم يطعمهم إلا حلالا. وعندما رآك ورأى أمثالك فى الطريق تركبون السيارات الفاخرة وتشترون أجمل الثياب ؛ لم يداخله الحسد نحوهم أو نحوك بل دعا لك الله تعالى ليرزقك من فضله ويغنيك عن خلقه بما قدمت له من معروف ؛ وتمنى على الله أن يصبح كل الأغنياء مثلك يشعرون بمعاناة الفقراء ، وعندما ذهب هذا الرجل – "الذى لم يعد مسكيناً" بعدما عرفك - للصلاة بالمسجد سمع كلام الخطيب فتأثر به وأثر فيمن حوله بما سمع ؛ فهو اليوم يعلم مقدار ود ربه له لأنه بعث إليه بإنساناً مثلك يعرف قيمة العطاء.

يقول تعالى:(فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى *وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى). صدق الله العظيم. (سورة الليل "الآية 4 إلى الآية 11")

لقد قلت الجريمة فى مجتمعاتنا بفضل أمثالك من الكرماء اللذين يجاهدون أنفسهم ويتقون شحها ؛ ويسئلون الله رضاه عنهم وعن أعمالهم ، أننا بفضل - مجاهدة نفسك- زاد الخير وأزيلت البغضاء من قلوبنا وحل مكانها المحبة والتكافل والرحمة.



أرجوك من اليوم عاهد نفسك أن لا تتقاعس عن مساعدتنا "بمجاهدة نفسك" والإنفاق كل يوم من أجلك ومن أجلنا .. فنحن نعتمد على مجاهدتك وعلى كرمك وعطائك لإصلاح قلوبنا ونشر فكر العطاء فى مجتمعاتنا ؛ ودخول طاقة الحب والتراحم بيننا.

يقول تعالى:(وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) صدق الله العظيم. (سورة الحشر "الآية 9")


* الكل اليوم يعتمد على تراحمك وإحسان معاملتك لكل مخلوقات الله :

الإنسان .. النبات .. الحيوان .. الجماد .. البيئة .. جميع مخلوقات الله.


من اليوم أرحم كل مخلوقات الله – أحسن إلى كل مخلوقات الله.. فهذا هو اليوم اللذى انتظرناه طويلاً لتقوم ولنقوم معك بخطوة جديدة نحو ممارسة إنسانيتنا.

مارس إنسانيتك الآن .. تلقى الحب وأعطى الحب .. فنحن نعتمد على ذلك .. نعتمد على رفقك وإحسانك لكل مخلوقات الله ؛ ذلك لتعطينا درساً فى الإنسانية .. ونعدك أننا سنمارسها كما علمتنا ؛ فسوف نستحى من إحسانك فنرد على الإحسان بالإحسان .

يقول تعالى : (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) صدق الله العظيم. (الرحمن الآية 60)

وبمرور الوقت وكلما شاهدناك تـُحسن لكل من حولك ؛ ومهما كنا سيئين ؛ فإن إحسانك هذا سيجعلنا نخفض من درجة السوء بأنفسنا إلى أقصى ما نستطيع ؛ وذلك حتى لا نبدو أمام أعمالك الإنسانية صغيرين جداً وفى منتهى الضآلة .. أنك عبر إحسانك معاملتك أخوانك فى الله أخرجت أفضل ما فينا ؛ ولم تسمح لجانبنا السئ أن يظهر على السطح.


فماذا فعل جميل إحسانك ورحمتك ورفقك فى نفوسنا؟! ..

هذا ما فعله:


- لقد أخجلتنا يوم رحمتنا وتسامحت مع أخطائنا فى العمل بالرغم من سلطتك علينا ، فعلمتنا أن نرحم كل من هو أقل منا سلطة ونرفق به ونتسامح معه.

- كذلك علمتنا فضل الرحمة عندما قدرت ظروفنا المالية القاسية فتجاوزت عن ديوننا وعرضت المساعدة علينا وأقرضتنا من مالك قرضاً حسن ، فأصبحنا نعطى كل من هو أدنى منا ونتجاوز عن المعسرين ، ونعرض المساعدة كلما إستطعنا لنفرج كرب أخوتنا فى الله.

- وبالرغم من أنك أب فقير إلا أنك لم تأل جهداً فعملت ليل نهار لتوفر لأولادك أفضل فرص العيش وأفضل حياة ؛ فتعلمنا منك أن نرحم أولادنا ونفعل ما نستطيع لتحسين مستوى حياتهم وتسهيل الحياة عليهم.

- وكانت لديك مزرعة لتربية الدجاج ؛ فلم تحبسها فى العنابر لتمرض وتفقد الرغبة فى الحياة ؛ بل جعلت لكل عنبر باب يطل على فناء ملئ بالحشائش ليتسنى للدجاج رؤية الشمس والشعور بالحياة ، فأطعمتنا "برحمتك لهذه الطيور" لحماً شهى وذو فائدة غذائية كبيرة ؛ فرحنا نفعل مثلك فعمت الفائدة الجميع ؛ وسادت قيم الرحمة.

- وكانت لديك حديقة فى منزلك فكنت ترعاها بحب وتمنع الصغار من قطف أوراق الزروع والأزهار والورود ؛ فرأينا كيف أن حديقتك جملت شارعنا وتمتعنا برؤية الجمال من خلالها ؛ فذهبنا لنسقى نبتاتنا المتعبة وزادت رعايتنا لها فأصبح شارعنا بحق جنة مليئة بأجمل الزروع والنباتات.


أن نتائج رحمتك وإحسانك لكل ما حولك إنتقلت لنا فأزهرت قلوبنا بالحب والتراحم ؛ وغاب شبح القسوة من بيوتنا ومدننا .. فقد أحييت من ثانية إنسانيتنا ، لقد كان لدينا الحق كل الحق أن نعتمد عليك فى تغيير عالمنا للأفضل.

أنك بحق إنساناً جميل ؛ جميل من الداخل - بل فى منتهى الجمال - ، أنك بممارستك إنسانيتك استطعت نشر رسالة الرحمة والرفق بيننا ؛ وجعلت من عالمنا مكاناً أفضل وأرقى وأكثر رفاهية ووفرة للعيش فيه بأمان ، فالرحمة التى تعاملت بها معنا ومع غيرنا من مخلوقات الله أوجدت جسراً لعبور طاقة التراحم والود بيننا ؛ إن إنتشار نتائج رحمتك وإحسانك لكل ما حولك جعل من عالمنا جنة على الأرض.


*جنة فيها يرحم الغنى الفقير فيعطيه ويحسن إليه ؛ ويراعى مشاعره بإعطائه الصدقة سراً حتى لا يكون فيها أذلال وأهانة له وجرح لكرامته بين الناس. وفى الأثر يحكى أن الإمام مالك بن أنس رحمه الله كان يرسل للعلماء وطلبة العلم ما يعينهم على معيشتهم وطلبهم للعلم، ولكن لا يعطيهم بحضرة أولاده حتى لا ينظروا إليهم نظرةً دونيةً أو نظرةً فيها احتقار ومهانة.





* جنة فيها يرحم المعافى المريض فيقدر ألمه ويعينه بالمؤازره والكلمات الإيجابية ويداوم على زيارته ووده ؛ ويخدمه لوجه الله تعالى ، ولا يسئ له بآى شكل من الأشكال سواءً "بالعنف أو سوء المعاملة أو الإهمال" .. بل يحترم مرضه وضعفه ويحرص على إلا يجرحه ، ويبذل من وقته وجهده ليجعل حياته أسهل وأجمل ما استطاع. فعن أبي موسى رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فُكُّوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع ، وعُودوا المريض) (البخاري الجهاد والسير (2881) )



* جنة فيها يرحم الكبير الصغير فيحبه ويرفق به و يستمع إليه بإهتمام حتى ينتهى ويفرغ من كلامه ؛ ولا يحقر قول الصغير بل يدع له مجالاً ليعبر عن مشاعره ووجهات نظره ؛ ويلبى له حاجاته ويرحم صغره وقلة حيلته وإعتماده عليه. يقول الإمام زين العابدين: (وأمّا حقّ الصغير فرحمته وتثقيفه وتعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له والستر على جرائر حداثته).قال رسول الله صلى الله عليه وآله : (من قبّل ولده كتب الله له حسنة، ومَن فرّحه فرّحه الله يوم القيامة).


* جنة فيها يرحم القوى الضعيف لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي الأقوياء من الناس بالضعفاء منهم. فقد روي عنه أنه قال لعمر بن الخطاب: (يا عمر، إنك رجل قوي، فلا تُؤذِ الضعيف).


* جنة فيها يرحم الإنسان الحيوان فلا يضربه ولا يحبسه ؛ ويطعمه من طعامه ويسقيه من شرابه ؛ ويضمد جرحه إذا جرح ؛ ويدفنه إذا مات ؛ ويراعى الظروف الملائمة له للعيش فى راحة.


* جنة فيها يرحم الإنسان النبات فيسقيه ويرعاه ؛ ولا يقطع ورقه أو أزهاره ؛ ولا يجرح ساقه أو فروعه ، كذلك يضعه فى البيئة المناسبة له ولا يحرمه البيئة اللازمة لنموه وإزدهاره.


* جنة فيها يرحم الإنسان الجماد فلا يلوث بيئته ؛ ولا يستخدم منح الطبيعة بتبذير ؛ ويقدر قيمة الأشياء فلا يكسرها ولا يتركها تتلف ؛ بل يحافظ على كل الأشياء كأنها أشيائه ويحرص عليها حرصه على أشيائه.


يقول الدكتور عائض القرنى : "الناجحون يحافظون على مقتنياتهم وأمتعتهم وأشيائهم، فلا يبذرون ولا يفسدون". وأضيف "والراحمون يحافظون على مقتنياتهم ومقتنيات غيرهم ؛ وأمتعتهم وأمتعة غيرهم ؛ وأشيائهم وأشياء غيرهم ، فلا يبذرون ولا يفسدون في أملاك الآخرين بل يحفظونها كما يحفظون ما لهم".


أرأيت أننا عشنا من خلال تراحمك وإحسانك جنات على الأرض .. ألم نكن محقين عندما إعتمدنا عليك .. فأنت - إنساناً جميل - تعرف كيف تمارس إنسانيتك بحق لتغير وجه عالمنا ، من القبح للجمال .. ومن الظلام للنور .. ومن القسوة للرحمة .. ومن الإساءة للإحسان.


يقول الدكتور *ناصر بن مسفر الزهراني عن فضل وجزاء الإحسان :


(أن الله جل وعلا أعلن محبته للمحسنين في أكثر من آية فقال: {وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} ... [آل عمران: 134]


- وأخبر تعالى أن رحمته قريبة من المحسنين فقال: {إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} ... [الأعراف: 56]- وطمأن المحسنين بأن إحسانهم محفوظ، وعملهم مشكور، وفعلهم مبرورفقال تعالى: {فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} ... [هود: 115]


- بل أدخل السرور عليهم، وأعلن البشارة لهم فقال في آيات كثيرة: {وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ} ... [الحج: 37].


- بل لقد أعطى على الإحسان ما لم يعط على غيرهفقال تعالى: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} ... [يونس: 26]. صدق الله العظيم.)


ويروي عن زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما أن غلامه كان يصب له الماء بإبريق مصنوع من الخزف ؛ فوقع الإبريق علي رجل زين العابدين فانكسر الأبريق و جرحت رجله و سال منها الدم ..


فقال الغلام علي الفور : يا سيدي: يقول الله تعالي (والكاظمين الغيظ) .فقال زين العابدين : لقد كظمت غيظي!



قال الغلام : ويقول (والعافين عن الناس) فقال زين العابدين : عفوت عنك.


قال الغلام :ويقول تعالي:(والله يحب المحسنين).فقال زين العابدين : أنت حر لوجه الله تعالي.


وللحديث بقية...



التعريف بالكاتبة:


أمانى محمد خبيرة وباحثة وكاتبة فى علوم ما وراء الطبيعة و التنمية البشرية، ممارسة للعديد من علوم الطاقة ، وممارسة للتنويم الإيحائى ، وعلم تحليل الخط والعلاج بالخط بالعربية. لها العديد من الكتابات فى التنميـة البشـرية ، وكاتبة ومشرفة على المقالات فى أكبر الشبكات الإخبارية على الإنترنت http://www.arabnet5.com/ ، ومشرفة على موقـع المقـالات المتـميز http://www.articleslist.net/ ، والدليل الطبى http://www.edoctoronline.com/ ، وهى خبيرة وإستشارية لدى كبرى مواقع التنمية البشرية الأجنبية على الإنترنت http://www.selfgrowth.com/. للتواصل معها يمكن مراسلتها على البريد الإلكترونى info@articleslist.net


جميع الحقوق محفوظة للكاتبة أمانى محمد، يمكن نسخ هذا المقال ونشره فى مواقع أخرى - فقط - إذا تم إلحاق مربع التعريف بالكاتبة أسفل المقال مع إدراج هذا التحذير ، وغير ذلك يعرض صاحبه للمسألة القانونية ، والتعويض عن الأضرار.


* الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني هو عالم سعودي "دكتوراة في البلاغة والنقد" وإمام وخطيب جامع سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في مكة المكرمة".

تستطيع أن تغير العالم الآن .. الكل يعتمد عليك


الكل يعتمد عليك اليوم فى تغيير العالم .. فهل أنت مستعد؟!


. البعض منا قد يقلل من دوره فى الحياة وفى مقدار تأثيره فى حياة الآخرين حوله ؛ هذا لأنهم لم يروا الجوانب الخفية من الأمور ؛ والتى تجعلنا ندرك أنه مهما كان عملنا ضيئلاً فى تقييمنا له ؛ فإنه وبكل تأكيد سيغير الكثير والكثير من الأشياء فى محيطنا – بل- فى العالم كله ؛ لذا وسع إدراكك ووعيك للأمور ؛ لتفهم أنه مهما صغر حجمك فى الكون فأنت مؤثر فيه ؛ بل قد يبلغ تأثيرك من الضخامة أن ينتقل للأجيال التى بعدك ؛ والأجيال التى تليها.


أنك مهم .. مهم بالفعل لنفسك ولأسرتك ومحيطك ولكل من حولك ؛ فأهميتك تنبع من مقدار تأثيرك فى حياتنا .. فأنت مؤثر بشكل قد لا تتخيله.. لذا دعنا نريك جوانب أخرى من الصورة ؛ ليتضح لك تأثيرك الكبير فى حياتنا ؛ فلا تعود تغفله ؛ وتؤديه بإدراك ووعى من اليوم لتغير فى حياتك وحياتنا بشكل إيجابى وبناء.


وتسألنى ماذا سأفعل لأغير العالم؟! .. أجيبك :


* الكل اليوم يعتمد على نظرتك للأمور من حولك:


أن تفكيرك هو ما يشكل واقع حياتك ؛ ونظرتك للأمور من حولك هى ما تؤثر فى واقعك وواقع الآخرين كذلك ؛ فليس هناك من شئ سئ أو جيد فى حياتك ؛ بل هناك كيفية نظرتك لهذا الشئ .ولنفترض مثلاً للتوضيح .. فأنت عندما تفقد وظيفتك (مثل إفتراضى) سترى أن هذا الأمر من وجهة نظرك "سئ" مما سينتج عنه تبعات سيئة ستؤثر فى الآخرين حولك ؛ حيث سيؤثر هذا الأمر بشكل سلبى على زوجتك فتحزن لحزنك ؛ كما سيؤثر على أولادك فيشعرون بعدم الأمان والضيق ؛ كذلك قد يؤثر فى محيط عائلتك فيجعل أهلك يتشاحنون لعدم قدرتهم على دعمك فى هذا الوقت ؛ كما قد يؤثر على صديقك فيجعله يفكر فيك دوماً ويهمل فى عمله مما قد يترتب عليه عواقب وخيمة ؛ كما قد يؤثر على جيرانك إذ سيرفضون الإحتفال بوظيفة ولدهم الجديدة مراعاة لمشاعرك ؛ وبالتالى سيشعر ولدهم بالخيبة وسيتشائم قبل أن يبدأ عمله .. هل أكمل ؟!..


ألم أقل لك أننا نعتمد عليك لتغيير العالم عبر تغيير نظرتك للأمور من حولك – ستسألنى كيف هذا؟! – أقول لك:


أنظر من اليوم نظرة إيجابية لكل الأحداث والمواقف والأمور التى تحدث فى حياتك ؛ فإذا فقدت وظيفتك أشكر الله تعالى لأن هذه الوظيفة جعلتك ربما تفكر فى الحصول على وظيفة أفضل بمزايا وراتب أكبر ؛ أو البدء فى عملك الخاص ؛ أو العمل فى مجالك ؛ أو تكملة دراستك ، وقل لنفسك أن كل فعل الله خير ؛ وتوقع الأفضل والأحسن دوماً ؛ وهذا التفائل بلا شك سيجعل ممارستك للحياة أفضل ويشعرك بالرضى ؛ ويجعل الله تعالى عبر إحسان ظنك به يبعث لك منحه فتحظو بالخير كل الخير ؛ وهذا سينعكس بالتالى إيجابياً على أسرتك وأهلك وجيرانك وكل من حولك ؛ ويجعلهم يشعرون كذلك بالتفائل والرضى ويدفعهم لتحفيزك ودعمك أيضاً لتحظى – ربما- بما لم تكن تحلم أن تحظى به من قبل ؛ وتأخذ من الحياة أكثر مما تعودت أن تأخذ.أرأيت أننا نحتاج لتغيير نظرتك للأمور لنستطيع تغير واقع حياة الكثيرين من حولك هذا اليوم ؛ أن كل يوم بمثابة حياة جديدة تعيشها ونعيشها معك .. لذا نحن نعتمد عليك اليوم لتصنع فارقاً فى حياتنا بأفكارك ومشاعرك الجديدة ؛ والتى يملئها التفائل والإيجابية تجاه كل الأمور والأحداث .. أنك تستطيع ذلك -هذا- لأنك مثلى ومثلنا جميعاً ؛ تتمنى أن ترى السعادة فى كل مكان على وجه الأرض.


كذلك تستطيع فعل أكثر من هذا .. تستطيع بذل المزيد لترتقى بحياتك وحياتنا معاً ....


* الكل اليوم يعتمد على أبداعك فى مجالك وإتقانك فى عملك:


أنت مميز .. وستسألنى كيف عرفت ذلك ؟!. فلو كنت خلاف ما أقول ما كنت ألتفت لعنوان هذا المقال ولما قرأته .. لذا فنحن نحتاج لتميزك هذا ورغبتك فى تغيير العالم حولك ؛ نحتاج منك أن تبدع فى مجالك وتتقن عملك لتجعل حياتك أفضل وحياتنا أفضل من خلالك.. أننا نعتمد عليك فى ذلك .. ( فإذا كنت مهندساً أو كاتباً أو نجاراً أو مبرمجاً أو منتجاً أو طالباً أو دارساً أو حرفياً أو فناناً ... الخ) ؛ أبدع فى مجالك وأتقن عملك وأتقى الله فيه ... وسأقول لك كيف سيغير هذا من عالمنا!.


- فإذا كنت فناناً أو حرفياً ماهراً ستدخل عندها الجمال لبيوتنا بأعمالك الفنية الخلابة وأفكارك المبدعة ؛ فتؤثر فى حياتنا وفى أمزجتنا ؛ وسنشعر بالسعادة ويرقى أحساسنا... هذا لأنك أدخلت الإحساس بالجمال لحياتك ؛ ونقلت هذا الإحساس الشجى "بإبداعك عملك" لقلوبنا ؛ لقد تلقينا اليوم دروساً فى أدراك نعم وجمال الحياة منك .. ألم أقل لك أننا نعتمد عليك وعلى إبداعك لتغير حياتنا؟! ؛ أنك الأفضل لهذا العمل ؛ فتقدم – تقدم بأناملك بفكرك بصدقك ورؤيتك العذبة المليحة لتضيف شعوراً بالجمال يغمرنا ؛ ويدللنا طوال سنوات عمرنا.


- فإذا كنت طبيباً مطلعاً يحب عمله ؛ يتابع أحدث النشرات والمؤتمرات الطبية ويتعرف دوماً على جديد الإبحاث ؛ ويتابع مريضه بإستمرار ويمنحه الدواء المناسب لحالته .. كذلك يمنحه العطف ؛ ويأخذ من الغنى ويتجاوز عن الفقير ، صدقنى ذلك سيغير فى حياتنا الكثير.فقد تجعل أماً ثكلى تفرح من كل قلبها بنجاة ولدها من الموت أو الإعاقة ؛ وتغير كذلك حياة الكثيرين اللذين سيتأثرون بفقد هذا الإنسان المصاب أو إعاقته ، كذلك قد ترحم أباً من أن يأخذ رشوة ليعالج طفله المريض ؛ مما قد يتسبب فى سجنه وفقده لعائلته ويجلب العار لأولاده وأسرته ويدمر زواج إحدى أخواته كذلك يدمر أسرتها ؛ أو قد تحمى مدمناً من الإنحراف أو تضييع مستقبله وحياته وحياة الكثيرين حوله ؛ أو قد تنقذ عائل أسرة فقيرة ؛ أو قد تسأل الله نجاة ولدك من موتاً محقق فينجيه. إن مراعاة الله فى عملك وإتقانك له هو ما نعتمد عليه كثيراً لجعل الحياة مكاناً أفضل للجميع.


- فإذا كنت نجاراً يراعى الله فى عمله ؛ ويبدع فى صنعته ويستخدم أكثر الدهانات آمناً على صحتنا ؛ ويحافظ على دقة صنعته ونظافة تشطيبها ؛ فستجد كل العرسان الذى اشتروا منك أثاثاً جديداً مسرورين هم وأهلهم وذويهم ؛ وستقلل تكلفة صيانة الأثاث فى كل البيوت التى اشترت منك ؛ كذلك ستطيل من عمر الأثاث ؛ فتوفر على كل هذه العائلات تكاليف قد يريدوها لمصاريف دراسة ابنائهم أو لعلاج أحد المرضى أو لتحسين حياتهم ؛ كذلك ستمنع عنهم مخاطر الإصابة ببعض الأمراض لإستخدامك دهانات آمنة ؛ مما سيوفر الكثير من تكاليف العلاج عليهم كذلك سيقلل عبء التأمين الصحى على الدولة ؛ وسيزيد الإنتاجية ؛ وتزدهر بلدك لأنك بعملك لم تؤثر فقط على حياة شخص واحد ؛ بل أثرت على حياة الآلاف حولك... أعرفت لماذا أقول لك أننا نعتمد عليك فى تغيير العالم حولك!.


كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسالة إلى ابنه عبدالله فقال: (أما بعد .فإنه من أتقى الله وقاه, ومن توكل عليه كفاه, ومن شكر له زاده. ومن أقرضه جزاه, فأجعل التقوى عماد قلبك, وجلاء بصرك, فإنه لاعمل لمن لانية له, ولا أجر لمن لاخشية له, ولاجديد لمن لاخلق له).


أنتظر .. تابع القراءة ؛ فأنت تستطيع فعل أكثر من هذا لنا ؛ أننا نحتاج منك المزيد ....


* الكل اليوم يعتمد على حبك للحياة وتقديرك لها:


أنت عندما تحب الحياة تستطيع أن تعيش الحياة ؛ وتقدر كل لحظة تعيش فيها.. وهذا بمثابة عدوى قوية تنتشر بسرعة الصاروخ فى مجتمعاتنا .. لذا فنحن نعتمد عليك فى نشر هذه العدوى ؛ ونعدك بعدم وضع كمامات.


فأنت عندما تحب الحياة ستعلمنا جميعاً أن نحبها معك ونقدرها معك ؛ ونحن نراك من القادرين على حب الحياة ؛ والتمتع بأفضل ما فيها من نعم ؛ لذا فنحن نعتمد على قدرتك هذه فى التمتع بما تريد لتعلمها لنا وتنشرها بيننا.


- إذ أن إنجازاتك الكثيرة والتى ستدفع عجلة النمو والتطور فى مجالك ؛ ستجعلنا ندرك ما يفوتنا من تحقيق الإنجازات فى مجالات عملنا ؛ مما سيدفعنا للتقدم لنحظى بالشعور بمتعة الإنجاز مثلك.


- وسنراك تحب الحياة ؛ فتسعد أسرتك بما تمنحها من حب ورعاية .. وتنشأ جيلاً واعداً ومنتجاً من إبنائك الشباب (ذكوراً وأناث) ؛ وهذا سيتحدى غريزة الأبوة فينا فنحب أولادنا ونرعاهم مثل إبنائك ؛ بل سنتحداك كذلك وسنمنحهم دعماً مادياً ومعنوياً ونفسياً يجعلهم يتخطون حدود أحلامهم ويبدعون .


- وعندما نراك تمارس نظام حياة صحى وسليم ؛ وتعيش بهجة الحياة بلا تردد ؛ فتهتم بمظهرك وصحتك وسلامة عقلك وعلاقتك بخالقك .. سنفعل مثلك ونعيش حياتنا سعداء كما نراك سعيداً ؛ ونتمتع بكل لحظة فى حياتنا ونقدر قيمتها ؛ فأنت بلا شك عدوى جديدة نريد أن نتنفسها .. نريد أن نتنفس الحياة... أننا نعتمد عليك فى ذلك .. فمن فضلك غير حياتنا .. غيرها الآن.


وللحديث بقية ...


التعريف بالكاتبة:أمانى محمد خبيرة وباحثة وكاتبة فى علوم ما وراء الطبيعة و التنمية البشرية، ممارسة للعديد من علوم الطاقة ، وممارسة للتنويم الإيحائى ، وعلم تحليل الخط والعلاج بالخط بالعربية. لها العديد من الكتابات فى التنميـة البشـرية ، وكاتبة ومشرفة على المقالات فى أكبر الشبكات الإخبارية على الإنترنت http://www.arabnet5.com/ ومشرفة على موقـع المقـالات المتـميز http://www.articleslist.net/ ، والدليل الطبى http://www.edoctoronline.com/ ، وهى خبيرة وإستشارية لدى كبرى مواقع التنمية البشرية الأجنبية على الإنترنت http://www.selfgrowth.com/. للتواصل معها يمكن مراسلتها على البريد الإلكترونى



جميع الحقوق محفوظة للكاتبة أمانى محمد، يمكن نسخ هذا المقال ونشره فى مواقع أخرى - فقط - إذا تم إلحاق مربع التعريف بالكاتبة أسفل المقال مع إدراج هذا التحذير ، وغير ذلك يعرض صاحبه للمسألة القانونية ، والتعويض عن الأضرار.