الكل يعتمد عليك اليوم فى تغيير العالم .. فهل أنت مستعد؟!
. البعض منا قد يقلل من دوره فى الحياة وفى مقدار تأثيره فى حياة الآخرين حوله ؛ هذا لأنهم لم يروا الجوانب الخفية من الأمور ؛ والتى تجعلنا ندرك أنه مهما كان عملنا ضيئلاً فى تقييمنا له ؛ فإنه وبكل تأكيد سيغير الكثير والكثير من الأشياء فى محيطنا – بل- فى العالم كله ؛ لذا وسع إدراكك ووعيك للأمور ؛ لتفهم أنه مهما صغر حجمك فى الكون فأنت مؤثر فيه ؛ بل قد يبلغ تأثيرك من الضخامة أن ينتقل للأجيال التى بعدك ؛ والأجيال التى تليها.
أنك مهم .. مهم بالفعل لنفسك ولأسرتك ومحيطك ولكل من حولك ؛ فأهميتك تنبع من مقدار تأثيرك فى حياتنا .. فأنت مؤثر بشكل قد لا تتخيله.. لذا دعنا نريك جوانب أخرى من الصورة ؛ ليتضح لك تأثيرك الكبير فى حياتنا ؛ فلا تعود تغفله ؛ وتؤديه بإدراك ووعى من اليوم لتغير فى حياتك وحياتنا بشكل إيجابى وبناء.
وتسألنى ماذا سأفعل لأغير العالم؟! .. أجيبك :
* الكل اليوم يعتمد على نظرتك للأمور من حولك:
أن تفكيرك هو ما يشكل واقع حياتك ؛ ونظرتك للأمور من حولك هى ما تؤثر فى واقعك وواقع الآخرين كذلك ؛ فليس هناك من شئ سئ أو جيد فى حياتك ؛ بل هناك كيفية نظرتك لهذا الشئ .ولنفترض مثلاً للتوضيح .. فأنت عندما تفقد وظيفتك (مثل إفتراضى) سترى أن هذا الأمر من وجهة نظرك "سئ" مما سينتج عنه تبعات سيئة ستؤثر فى الآخرين حولك ؛ حيث سيؤثر هذا الأمر بشكل سلبى على زوجتك فتحزن لحزنك ؛ كما سيؤثر على أولادك فيشعرون بعدم الأمان والضيق ؛ كذلك قد يؤثر فى محيط عائلتك فيجعل أهلك يتشاحنون لعدم قدرتهم على دعمك فى هذا الوقت ؛ كما قد يؤثر على صديقك فيجعله يفكر فيك دوماً ويهمل فى عمله مما قد يترتب عليه عواقب وخيمة ؛ كما قد يؤثر على جيرانك إذ سيرفضون الإحتفال بوظيفة ولدهم الجديدة مراعاة لمشاعرك ؛ وبالتالى سيشعر ولدهم بالخيبة وسيتشائم قبل أن يبدأ عمله .. هل أكمل ؟!..
ألم أقل لك أننا نعتمد عليك لتغيير العالم عبر تغيير نظرتك للأمور من حولك – ستسألنى كيف هذا؟! – أقول لك:
أنظر من اليوم نظرة إيجابية لكل الأحداث والمواقف والأمور التى تحدث فى حياتك ؛ فإذا فقدت وظيفتك أشكر الله تعالى لأن هذه الوظيفة جعلتك ربما تفكر فى الحصول على وظيفة أفضل بمزايا وراتب أكبر ؛ أو البدء فى عملك الخاص ؛ أو العمل فى مجالك ؛ أو تكملة دراستك ، وقل لنفسك أن كل فعل الله خير ؛ وتوقع الأفضل والأحسن دوماً ؛ وهذا التفائل بلا شك سيجعل ممارستك للحياة أفضل ويشعرك بالرضى ؛ ويجعل الله تعالى عبر إحسان ظنك به يبعث لك منحه فتحظو بالخير كل الخير ؛ وهذا سينعكس بالتالى إيجابياً على أسرتك وأهلك وجيرانك وكل من حولك ؛ ويجعلهم يشعرون كذلك بالتفائل والرضى ويدفعهم لتحفيزك ودعمك أيضاً لتحظى – ربما- بما لم تكن تحلم أن تحظى به من قبل ؛ وتأخذ من الحياة أكثر مما تعودت أن تأخذ.أرأيت أننا نحتاج لتغيير نظرتك للأمور لنستطيع تغير واقع حياة الكثيرين من حولك هذا اليوم ؛ أن كل يوم بمثابة حياة جديدة تعيشها ونعيشها معك .. لذا نحن نعتمد عليك اليوم لتصنع فارقاً فى حياتنا بأفكارك ومشاعرك الجديدة ؛ والتى يملئها التفائل والإيجابية تجاه كل الأمور والأحداث .. أنك تستطيع ذلك -هذا- لأنك مثلى ومثلنا جميعاً ؛ تتمنى أن ترى السعادة فى كل مكان على وجه الأرض.
كذلك تستطيع فعل أكثر من هذا .. تستطيع بذل المزيد لترتقى بحياتك وحياتنا معاً ....
* الكل اليوم يعتمد على أبداعك فى مجالك وإتقانك فى عملك:
أنت مميز .. وستسألنى كيف عرفت ذلك ؟!. فلو كنت خلاف ما أقول ما كنت ألتفت لعنوان هذا المقال ولما قرأته .. لذا فنحن نحتاج لتميزك هذا ورغبتك فى تغيير العالم حولك ؛ نحتاج منك أن تبدع فى مجالك وتتقن عملك لتجعل حياتك أفضل وحياتنا أفضل من خلالك.. أننا نعتمد عليك فى ذلك .. ( فإذا كنت مهندساً أو كاتباً أو نجاراً أو مبرمجاً أو منتجاً أو طالباً أو دارساً أو حرفياً أو فناناً ... الخ) ؛ أبدع فى مجالك وأتقن عملك وأتقى الله فيه ... وسأقول لك كيف سيغير هذا من عالمنا!.
- فإذا كنت فناناً أو حرفياً ماهراً ستدخل عندها الجمال لبيوتنا بأعمالك الفنية الخلابة وأفكارك المبدعة ؛ فتؤثر فى حياتنا وفى أمزجتنا ؛ وسنشعر بالسعادة ويرقى أحساسنا... هذا لأنك أدخلت الإحساس بالجمال لحياتك ؛ ونقلت هذا الإحساس الشجى "بإبداعك عملك" لقلوبنا ؛ لقد تلقينا اليوم دروساً فى أدراك نعم وجمال الحياة منك .. ألم أقل لك أننا نعتمد عليك وعلى إبداعك لتغير حياتنا؟! ؛ أنك الأفضل لهذا العمل ؛ فتقدم – تقدم بأناملك بفكرك بصدقك ورؤيتك العذبة المليحة لتضيف شعوراً بالجمال يغمرنا ؛ ويدللنا طوال سنوات عمرنا.
- فإذا كنت طبيباً مطلعاً يحب عمله ؛ يتابع أحدث النشرات والمؤتمرات الطبية ويتعرف دوماً على جديد الإبحاث ؛ ويتابع مريضه بإستمرار ويمنحه الدواء المناسب لحالته .. كذلك يمنحه العطف ؛ ويأخذ من الغنى ويتجاوز عن الفقير ، صدقنى ذلك سيغير فى حياتنا الكثير.فقد تجعل أماً ثكلى تفرح من كل قلبها بنجاة ولدها من الموت أو الإعاقة ؛ وتغير كذلك حياة الكثيرين اللذين سيتأثرون بفقد هذا الإنسان المصاب أو إعاقته ، كذلك قد ترحم أباً من أن يأخذ رشوة ليعالج طفله المريض ؛ مما قد يتسبب فى سجنه وفقده لعائلته ويجلب العار لأولاده وأسرته ويدمر زواج إحدى أخواته كذلك يدمر أسرتها ؛ أو قد تحمى مدمناً من الإنحراف أو تضييع مستقبله وحياته وحياة الكثيرين حوله ؛ أو قد تنقذ عائل أسرة فقيرة ؛ أو قد تسأل الله نجاة ولدك من موتاً محقق فينجيه. إن مراعاة الله فى عملك وإتقانك له هو ما نعتمد عليه كثيراً لجعل الحياة مكاناً أفضل للجميع.
- فإذا كنت نجاراً يراعى الله فى عمله ؛ ويبدع فى صنعته ويستخدم أكثر الدهانات آمناً على صحتنا ؛ ويحافظ على دقة صنعته ونظافة تشطيبها ؛ فستجد كل العرسان الذى اشتروا منك أثاثاً جديداً مسرورين هم وأهلهم وذويهم ؛ وستقلل تكلفة صيانة الأثاث فى كل البيوت التى اشترت منك ؛ كذلك ستطيل من عمر الأثاث ؛ فتوفر على كل هذه العائلات تكاليف قد يريدوها لمصاريف دراسة ابنائهم أو لعلاج أحد المرضى أو لتحسين حياتهم ؛ كذلك ستمنع عنهم مخاطر الإصابة ببعض الأمراض لإستخدامك دهانات آمنة ؛ مما سيوفر الكثير من تكاليف العلاج عليهم كذلك سيقلل عبء التأمين الصحى على الدولة ؛ وسيزيد الإنتاجية ؛ وتزدهر بلدك لأنك بعملك لم تؤثر فقط على حياة شخص واحد ؛ بل أثرت على حياة الآلاف حولك... أعرفت لماذا أقول لك أننا نعتمد عليك فى تغيير العالم حولك!.
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه رسالة إلى ابنه عبدالله فقال: (أما بعد .فإنه من أتقى الله وقاه, ومن توكل عليه كفاه, ومن شكر له زاده. ومن أقرضه جزاه, فأجعل التقوى عماد قلبك, وجلاء بصرك, فإنه لاعمل لمن لانية له, ولا أجر لمن لاخشية له, ولاجديد لمن لاخلق له).
أنتظر .. تابع القراءة ؛ فأنت تستطيع فعل أكثر من هذا لنا ؛ أننا نحتاج منك المزيد ....
* الكل اليوم يعتمد على حبك للحياة وتقديرك لها:
أنت عندما تحب الحياة تستطيع أن تعيش الحياة ؛ وتقدر كل لحظة تعيش فيها.. وهذا بمثابة عدوى قوية تنتشر بسرعة الصاروخ فى مجتمعاتنا .. لذا فنحن نعتمد عليك فى نشر هذه العدوى ؛ ونعدك بعدم وضع كمامات.
فأنت عندما تحب الحياة ستعلمنا جميعاً أن نحبها معك ونقدرها معك ؛ ونحن نراك من القادرين على حب الحياة ؛ والتمتع بأفضل ما فيها من نعم ؛ لذا فنحن نعتمد على قدرتك هذه فى التمتع بما تريد لتعلمها لنا وتنشرها بيننا.
- إذ أن إنجازاتك الكثيرة والتى ستدفع عجلة النمو والتطور فى مجالك ؛ ستجعلنا ندرك ما يفوتنا من تحقيق الإنجازات فى مجالات عملنا ؛ مما سيدفعنا للتقدم لنحظى بالشعور بمتعة الإنجاز مثلك.
- وسنراك تحب الحياة ؛ فتسعد أسرتك بما تمنحها من حب ورعاية .. وتنشأ جيلاً واعداً ومنتجاً من إبنائك الشباب (ذكوراً وأناث) ؛ وهذا سيتحدى غريزة الأبوة فينا فنحب أولادنا ونرعاهم مثل إبنائك ؛ بل سنتحداك كذلك وسنمنحهم دعماً مادياً ومعنوياً ونفسياً يجعلهم يتخطون حدود أحلامهم ويبدعون .
- وعندما نراك تمارس نظام حياة صحى وسليم ؛ وتعيش بهجة الحياة بلا تردد ؛ فتهتم بمظهرك وصحتك وسلامة عقلك وعلاقتك بخالقك .. سنفعل مثلك ونعيش حياتنا سعداء كما نراك سعيداً ؛ ونتمتع بكل لحظة فى حياتنا ونقدر قيمتها ؛ فأنت بلا شك عدوى جديدة نريد أن نتنفسها .. نريد أن نتنفس الحياة... أننا نعتمد عليك فى ذلك .. فمن فضلك غير حياتنا .. غيرها الآن.
وللحديث بقية ...
التعريف بالكاتبة:أمانى محمد خبيرة وباحثة وكاتبة فى علوم ما وراء الطبيعة و التنمية البشرية، ممارسة للعديد من علوم الطاقة ، وممارسة للتنويم الإيحائى ، وعلم تحليل الخط والعلاج بالخط بالعربية. لها العديد من الكتابات فى التنميـة البشـرية ، وكاتبة ومشرفة على المقالات فى أكبر الشبكات الإخبارية على الإنترنت http://www.arabnet5.com/ ومشرفة على موقـع المقـالات المتـميز http://www.articleslist.net/ ، والدليل الطبى http://www.edoctoronline.com/ ، وهى خبيرة وإستشارية لدى كبرى مواقع التنمية البشرية الأجنبية على الإنترنت http://www.selfgrowth.com/. للتواصل معها يمكن مراسلتها على البريد الإلكترونى
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة أمانى محمد، يمكن نسخ هذا المقال ونشره فى مواقع أخرى - فقط - إذا تم إلحاق مربع التعريف بالكاتبة أسفل المقال مع إدراج هذا التحذير ، وغير ذلك يعرض صاحبه للمسألة القانونية ، والتعويض عن الأضرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق