الدرس الثامن عشر : علمتنى الحياة أن هناك نوعان من الناس ، نوع صادق النصيحة يضع يدك على أخطائك لتصحيحها وذلك ليرشدك لطريق الصواب ؛ واسميهم (الداعمون أو المساندون) ؛ وهؤلاء يدفعونك للنمو والتطور والإنجاز بفضل إرشادهم لك ، ونوع آخر من الناس منتقد وغير أمين ؛ ينتقدك كثيراً ليضعف ثقتك فى نفسك ويُشكك فى إختياراتك ويُخوفك من التقدم فى آى شئ ؛ واسميهم (المنتقدين أو المحقرين للآخرين) ؛ وهؤلاء يتلذذون بفشلك ويعوضون بإنتقادهم لك عن نقص بداخلهم من رؤيتهم نجاحك.
أما النوع الأول فهو نوعاً مطلوباً فى حياتك ليساعدك على المضى قدماً وتحقيق نجاحاتك ؛ أما النوع الثانى فتستطيع القضاء على تأثيره بلصق صفة "التفاهة" به و"محدودية الفكر" ؛ كما عليك أن تنقل هذا الشخص (المنتقد أو المحقر) من دائرة المهمين بالنسبة لك لدائرة المبعدين والغير مرغوب فى حديثهم أو لقائهم ؛ حتى تلغى تأثيرهم عليك .. أنهاهم عن انتقادك أو أبتعد عنهم ما استطعت.
الدرس التاسع عشر: علمتنى الحياة أن لا أضيع وقتى فيما لا يفيد ؛ فالوقت ثابت ومحدود ولا نستطيع إيقافه أو زيادته مهما حاولنا ؛ فاليوم 24 ساعة والعقارب تدور ولا تتوقف ؛ كذلك من المستحيل أن ترجع للوراء ولو لثانية واحدة ، فإذا انجزنا جعلنا للوقت قيمة ومعنى ؛ وإذا لم ننجز ذهب الوقت هدراً وضاع بلا رجعة.
ولضمان عدم هدر الوقت علينا أن نجعل لأنفسنا قائمة ندون فيها جميع مهام اليوم ونراقب إنجازنا لهذه المهام ؛ ولا نبالغ فى وضع هذه القائمة حتى لا نحبط من عدم إنجاز مهامنا ؛ كذلك لا نضع مهام بسيطة لا تحقق أهدافنا على المدى الطويل.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : "ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه , ونقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي "، ويروى عن الحسن البصري قوله : " ما من يوم ينشق فجره إلا نادى منادٍ من قبل الحق : يا ابن آدم , أنا خلق جديد , وعلى عملك شهيد , فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة ".
وفى القرآن الكريم يظهر الله تعالى ندم الغافلين على ضياع الوقت حيث لا ينفع الندم .. فيقول تعالى : "حَتَّى إِذَا جَـاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ أرجعوني لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" [المؤمنون99-100] صدق الله العظيم.
الدرس العشرون : علمتنى الحياة أنه لتكون أكثر حظاً من الآخرين عليك أن تعمل بجد أكثر من الآخرين ولكن فى الإتجاه الصحيح ؛ فالحياة تمنح لمن يريد الحياة ولمن يعمل ليستحقها ؛ فهل يستوى عطاء الله لشخصاُ سهر الليالى وعمل وقدم الكثير من الوقت والجهد والتضحيات ليحظى بأحلامه وبين آخر فضل النوم والكسل والعمل بنصف دوام ليلهو ويرتاح باقى يومه ؟!.
فكما تزرع تحصد .. ولا تقل لى عملت ولم أجد حصاد عملى وكدى! ؛ فقد تكون عملت بالإتجاه غير الصحيح وجاهدت طوال سنوات بإتباعك طريقاً خاطئ .. وبالرغم من جهادك إلا أنك لم تنتبه لشئ غاية فى الأهمية .. هو أنك تمشى فى هذا الطريق الخاطئ ومهما عملت ومهما قدمت من تضحيات لن تصل لهدفك .. فالطريق الذى تمشى فيه لا يوصل لأهدافك ؛ لذا ببساطة اتبع الطريق الصحيح وجاهد فى الاتجاه الصحيح لأحلامك.. لتكن أكثر حظاً فى الحياة.
فكيف احدد الإتجاه الصحيح? .. حدده بمعرفتك الصحيحة لما عندك ويريده الناس سواء كان ذلك مال أو خبرة أو موهبة أو مهارات وقدرات معينة ؛ فليس منا أحد ما لا يملك أحدى هذه الأشياء ؛ وأبدأ انطلاقتك على بركة الله.
الدرس الواحد والعشرين : علمتنى الحياة أن أقضى أولاً بأول على "مستنزفات الطاقة " ، فما هى "مستنزفات الطاقة"؟ ؛ هناك الكثير من المستنزفات لطاقتك كعلاقة إجتماعية غير مرضية كزوج أو كصديقة ؛ أو أموراً غير منجزة ببيئتك المحيطة فى المنزل أو العمل ؛ كمثال : جهاز كمبيوتر معطل يعيق بحثك ودراستك ؛ غرفة مليئة بالكراكيب والأشياء المبعثرة فى كل مكان وهو ما يستنزف طاقتك ويجعلك غير راغب فى القيام بآى عمل ؛ كذلك قد تكون مستنزفات الطاقة فى شكل بسيط كزر مقطوع فى قميصك ويحتاج لخياطته ؛ أو لمبة إضاءة منخفضة تحتاج إستبدالها بلمبة أخرى ذات فولت أعلى .. وهكذا ، لذا عليك أن تدون كل مستنزفات الطاقة والتى تحدك عن تحقيق أهدافك ؛ وتقضى عليها بسرعة لتحقق التقدم والنجاح فى حياتك. يقول كليمنت ستون : (حلل حياتك وفقاً لهيئتها ، فهل ما يحيط بك يدفعك قدماً نحو النجاح أو يعوقك عن تحقيقه؟).
الدرس الثانى والعشرين : علمتنى الحياة أن بداية الإنتعاش المالى تبدأ من القضاء على الديون ؛ فالدين طوق معلق بعنقك يشدك دائماً إلى الفقر والشعور بالحاجة والخوف ؛ وبهذه المشاعر لن تستطيع بلوغ الوفرة ؛ ولن تستطيع بداية إدخارك وإستثمارك وإنفاقك ؛ فأقضى على ديونك بجدولتها والتخلص منها مرة واحدة أو بالتدريج حسب ما ترى فى صالحك .. لتبدأ مشوار الثراء .. هذا المشوار الذى يبدأ بخطوة واحدة ومهمة ؛ أتدرى ما هى ؟! ... هى: (التخلص من ديونك).. من اليوم تخلص من جميع ديونك.. جدولها الآن.
الدرس الثالث والعشرين : علمتنى الحياة أن التفاؤل من سمات الشخصية الناجحة والتى تأخذ من الحياة على قدر ما تريد ؛ أما التشاؤم فهى من صفات الشخصية الفاشلة والمتذبذبه ؛ ضعيف الثقة فى نفسه وفى الله تعالى ؛ وانه لكى تكون ناجحاً عليك أن تكون متفائلاً ؛ فالتشاؤم يفوت عليك كل فرص النجاح .. ومن الحمق أن تفعل ما يقوض نجاحك وتقدمك فى الحياة.
يقول إدوارد ستيشن: (هناك متفائل واحد فقط . ولقد كان موجوداً منذ وطأ الإنسان الأرض ، وهذا المتفائل هو "الإنسان" نفسه. إذا لم يكن لدينا هذا التفاؤل الرائع الذى يحملنا على تحقيق كل منجزاتنا ، لما كنا هنا حتى الآن. لقد استطعنا البقاء بسبب تفاؤلنا).
تمت بحمد الله تعالى وتوفيقه ..
أرجو أن تكون (دروس من الحياة) تركت آثراً طيباً فى حياتك.
وشكراً لتعليقاتكم الجميلة والرائعة لقد كانت مشجعة لى دائماً على الإستمرار .. بارك الله فيكم.
أقرأ أيضاً:
دروس من الحياة (1)
دروس من الحياة (2)
دروس من الحياة (3)
التعريف بالكاتبة:
أمانى محمد خبيرة وباحثة وكاتبة فى علوم ما وراء الطبيعة ، ممارسة للعديد من علوم الطاقة ، وممارسة للتنويم الإيحائى ، وعلم تحليل الخط والعلاج بالخط بالعربية. لها العديد من الكتابات فى التنمية البشرية ، وكاتبة ومشرفة على المقالات فى أكبر الشبكات الإخبارية على الإنترنت www.arabnet5.com ، ومشرفة على موقع المقالات المتميز www.articleslist.net ، وهى خبيرة أيضاً لدى كبرى مواقع التنمية البشرية الأجنبية على الإنترنت (www.selfgrowth.com). للتواصل معها يمكن مراسلتها على البريد الإلكترونىinfo@articleslist.net
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة أمانى محمد، يمكن نسخ هذا المقال ونشره فى مواقع أخرى - فقط - إذا تم إلحاق مربع التعريف بالكاتبة أسفل المقال مع إدراج هذا التحذير ، وغير ذلك يعرض صاحبه للمسألة القانونية ، والتعويض عن الأضرار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق