لا تلعب دور الضحية (الجزء الأول)
لكل من يلعبون دور الضحية، لكل من يتأسون على حالهم في اليوم أكثر من مرة لشعورهم بالفقد أو العجز، لكل من يلقون اللوم على من حولهم ليلتمسوا عذراً لأنفسهم لتعثرهم في الحياة وعدم تحقيقهم لأهدافهم وطموحاتهم، لكل من فقد بريق عينيه وكسرت روحه وتحطمت حياته لأجزاء ... لكل هؤلاء أكتب هذا المقال.
أرهقت نفسك كثيراً أيها القارئ الطيب بما هو مفقود منك: (المال – الصديق الوفي – العائلة المساندة لأولادها شديدة الترابط – الشريك الداعم – الوظيفة المضمونة – البلد المتحضر كثير الفرص – راحة البال ... الخ).
عزيزي القاريء: أن مجرد ذكري لما تشعر أنك مفتقد بعضه أو كله أرهقني أنا كذلك، إذ شعرت بمشاعرك وقدرت ما تعاني لأنك ترى الأمور هكذا ... هكذا كما أقصد "من زاوية الحرمان"، وياله من شعور مؤلم وموجع.
لذا فلقد قررت من اليوم أن أمنحك دعمي وأقف بجوارك. نعم أنا وحدي قد لا أكفي من وجهة نظرك لدعمك ومساندتك... لكني أقدم لك هذه المساندة والدعم من كل قلبي وبإخلاص، رغبة مني في الأخذ بيديك المتعبة لنعبر سوياً نحو بر الأمان، وعندما سنعبر معاً ستتأكد أن مساندتي ستكفيك لسنين قادمة بإذن الله.
وعلى الرغم من تواضع تلك المساندة المقدمة إليك، إلا أنها أتت من أخت لك لا تريد منك شيئاً إلا أن تتأكد أنك وصلت لبر الأمان سعيداً ومتفائلاً بعطاء الله تعالى ... وعندها - وعندها فقط - ستترك يديك القوية لتمضي في مشوار حياتك متسلحاً بالإيمان والتفائل والثقة في نفسك وفي قدراتك.
أرجوك عزيزئ القارئ أمنحني فرصة دعمك الآن، وأقرأ كلماتي بفهم وتدبر، لعل تلك الكلمات قد تؤثر في حياتك بشكل جذري وكبير.
من اليوم قل "لا" للإسقاطات
لا تلق باللوم لتعثرك في الحياة على الظروف أو على الآخرين
تحمل مسئولية حياتك، فلا تسقط تعثرك في الحياة على الآخرين أو الظروف لتحتمي بهم من تحمل مسئوليتك في النهوض بحياتك للأفضل والأحسن.
لا تلق باللوم على واللديك ولا على معلميك ولا على الساسة وأحوال البلد والظروف الإقتصادية، كذلك لا تلق باللوم على العالم وتصفه بأنه قاسي أوغير منصف ... فأنت أكبر وأقوى من ذلك بكثير.
- أنت أقوى من أن تمسك رداء أمك وتبكي وتلومها لأنها تركتك وأنت صغير دون دعم، وأنت تبلغ من العمر الآن ثلاثون عاماً أو يزيد، وبعقلك حكمة وفهم تكفي لدعمك ودعم الآخرين كذلك.
- أنت أكبر من أن تنتحب حزناً على فقدك مستقبلك المهني ووظيفتك الثابتة، وأنت لا زلت تملك مواهب وقدرات وخبرة؛ وتتمتع بصحة جيدة؛ تكفيك لتمضي في حياتك بكل ثقة، وتؤهلك لإقتناص الفرص الجديدة والمجزية بحق.
- أنت أكبر من أن تموت وحيداً، وحولك الكثير من الأصدقاء اللذين من الممكن أن تكسبهم في لحظات بروحك المرحة الطيبة.
- أنت أقوى من أن تعيش تعيساً يملئك الندم، وفي الحياة تستطيع إنجاز أعمال شتى عظيمة يمكنها أن تمنحك الغفران، وتجعل الله تعالى ينظر ثانية في أمرك ويرضى عنك.
عزيزي القارئ: أنك تحيا على الأرض، ولأنك تحيا فيجب أن تختار "الحياة". من اليوم أستجمع قواك من جديد وعندما تنظر للماضي تعلم منه، وتعامل مع حاضرك بتفائل وإيجابية، وترقب المستقبل بأمل مشرق في حياة جديدة وسعيدة.
ولكي تفعل ذلك عليك تنظيف الماضي بتفريغ كل الآلام التي تختزنها في داخلك. هات ورقة وقلم وأكتب فيها كل ما يؤلمك؛ ولماذا يؤلمك؛ وكيف تستطيع أن توقف هذا الألم؛ وماذا تعلمت من هذا الألم إذا كنت قد تعلمت شيئاً.
ولا تستغرب قولي هذا عن التعلم من الألم. فكل شخص من هؤلاء الذين تظن أنهم أذوك وقيدوك وعرقلوك عن تحقيق أحلامك، وكانوا السبب في آلامك وتدمير حياتك... هم في الحقيقة أكبر معلميك - نعم – هم أكبر معلميك، ويجب أن تشعر نحوهم بالإمتنان.
لأن هؤلاء "المعلمين" هم من علموك الكثير عن نفسك وعن ذاتك القوية؛ وواجهوك بمخاوفك؛ وجعلوك تتحمل مسئولية حياتك؛ وترى العالم من زوايا مختلفة وفريدة.
يقول روبين شارما في كتابه "دليل العظمة": "الأشياء التي تدفعك للجنون هي في الحقيقة فرص عظيمة. والأشخاص اللذين يثيرون غضبك هم في الحقيقة مدرسوك الأفاضل. والأمور التي تغيظك هي في الحقيقة هبات قيمة. فكن ممتناً لها. واعشقها".
- نعم - لقد تعلمت الكثير من هؤلاء "المعلمين" اللذين تظنهم السبب وراء تعثرك في حياتك:
تعلمت أن لا تترك القرارات المصيرية في يد أحد غيرك، ليوجه لك دفة حياتك كما يرغب هو لا كما ترغب أنت.
تعلمت أن مالا يقتلك يقويك، ويجعلك تنهض من جديد أكثر فهم وحيوية وخبرة.
تعلمت أن تختار ما يعجبك وترضى عنه نفسك، لا ما يعجب الناس ويرضون عنه.
تعلمت تحدي ظروفك بالمثابرة والثبات للحصول على ما تريد.
تعلمت أنك الشخص الوحيد الذي تستطيع تغييره، أما من حولك فمهما فعلت لن تستطيع تغييرهم كما تريد؛ بل عليك أن تحترم معتقداتهم وأفكارهم وتتفاعل معهم بإيجابية كما هم، لتتكيف مع مجتمعك بشكل سليم وصحي وتحقق التوازن في حياتك.
يقول المفكر الكبير خليل جبران: "لقد تعلمت الصمت من الثرثارين، والتسامح من المتعصبين، والرحمة من قساة القلوب، ولكن الغريب هو أنني أشعر بالإمتنان تجاه هؤلاء المعلمين".
لذا من اليوم فكر في أمور حياتك من زوايا جديدة، فكر بإيجابية، واستخدم كل ما تعلمته من (معلميك) من خبرات ومعارف لخدمة أهدافك في الحياة ولخدمة الآخرين. من اليوم تعلم من كل شخص تقابله، ومن كل صعوبة تواجهها، ومن كل موقف أو تجربة. لا تكف عن التعلم أبداً فهو قوتك التي يجب أن تتمسك بها على الدوام.
يقول "صامويل سمايلز": "يستطيع المرء أن يتغلب على ظروفه، ويحقق ما يريد، إن ثابر في ثبات، وتحلى بعقلية إيجابية".
وللحديث بقية ...
بقلم: أماني محمد
http://www.dramany.net/
لكل من يلعبون دور الضحية، لكل من يتأسون على حالهم في اليوم أكثر من مرة لشعورهم بالفقد أو العجز، لكل من يلقون اللوم على من حولهم ليلتمسوا عذراً لأنفسهم لتعثرهم في الحياة وعدم تحقيقهم لأهدافهم وطموحاتهم، لكل من فقد بريق عينيه وكسرت روحه وتحطمت حياته لأجزاء ... لكل هؤلاء أكتب هذا المقال.
أرهقت نفسك كثيراً أيها القارئ الطيب بما هو مفقود منك: (المال – الصديق الوفي – العائلة المساندة لأولادها شديدة الترابط – الشريك الداعم – الوظيفة المضمونة – البلد المتحضر كثير الفرص – راحة البال ... الخ).
عزيزي القاريء: أن مجرد ذكري لما تشعر أنك مفتقد بعضه أو كله أرهقني أنا كذلك، إذ شعرت بمشاعرك وقدرت ما تعاني لأنك ترى الأمور هكذا ... هكذا كما أقصد "من زاوية الحرمان"، وياله من شعور مؤلم وموجع.
لذا فلقد قررت من اليوم أن أمنحك دعمي وأقف بجوارك. نعم أنا وحدي قد لا أكفي من وجهة نظرك لدعمك ومساندتك... لكني أقدم لك هذه المساندة والدعم من كل قلبي وبإخلاص، رغبة مني في الأخذ بيديك المتعبة لنعبر سوياً نحو بر الأمان، وعندما سنعبر معاً ستتأكد أن مساندتي ستكفيك لسنين قادمة بإذن الله.
وعلى الرغم من تواضع تلك المساندة المقدمة إليك، إلا أنها أتت من أخت لك لا تريد منك شيئاً إلا أن تتأكد أنك وصلت لبر الأمان سعيداً ومتفائلاً بعطاء الله تعالى ... وعندها - وعندها فقط - ستترك يديك القوية لتمضي في مشوار حياتك متسلحاً بالإيمان والتفائل والثقة في نفسك وفي قدراتك.
أرجوك عزيزئ القارئ أمنحني فرصة دعمك الآن، وأقرأ كلماتي بفهم وتدبر، لعل تلك الكلمات قد تؤثر في حياتك بشكل جذري وكبير.
من اليوم قل "لا" للإسقاطات
لا تلق باللوم لتعثرك في الحياة على الظروف أو على الآخرين
تحمل مسئولية حياتك، فلا تسقط تعثرك في الحياة على الآخرين أو الظروف لتحتمي بهم من تحمل مسئوليتك في النهوض بحياتك للأفضل والأحسن.
لا تلق باللوم على واللديك ولا على معلميك ولا على الساسة وأحوال البلد والظروف الإقتصادية، كذلك لا تلق باللوم على العالم وتصفه بأنه قاسي أوغير منصف ... فأنت أكبر وأقوى من ذلك بكثير.
- أنت أقوى من أن تمسك رداء أمك وتبكي وتلومها لأنها تركتك وأنت صغير دون دعم، وأنت تبلغ من العمر الآن ثلاثون عاماً أو يزيد، وبعقلك حكمة وفهم تكفي لدعمك ودعم الآخرين كذلك.
- أنت أكبر من أن تنتحب حزناً على فقدك مستقبلك المهني ووظيفتك الثابتة، وأنت لا زلت تملك مواهب وقدرات وخبرة؛ وتتمتع بصحة جيدة؛ تكفيك لتمضي في حياتك بكل ثقة، وتؤهلك لإقتناص الفرص الجديدة والمجزية بحق.
- أنت أكبر من أن تموت وحيداً، وحولك الكثير من الأصدقاء اللذين من الممكن أن تكسبهم في لحظات بروحك المرحة الطيبة.
- أنت أقوى من أن تعيش تعيساً يملئك الندم، وفي الحياة تستطيع إنجاز أعمال شتى عظيمة يمكنها أن تمنحك الغفران، وتجعل الله تعالى ينظر ثانية في أمرك ويرضى عنك.
عزيزي القارئ: أنك تحيا على الأرض، ولأنك تحيا فيجب أن تختار "الحياة". من اليوم أستجمع قواك من جديد وعندما تنظر للماضي تعلم منه، وتعامل مع حاضرك بتفائل وإيجابية، وترقب المستقبل بأمل مشرق في حياة جديدة وسعيدة.
ولكي تفعل ذلك عليك تنظيف الماضي بتفريغ كل الآلام التي تختزنها في داخلك. هات ورقة وقلم وأكتب فيها كل ما يؤلمك؛ ولماذا يؤلمك؛ وكيف تستطيع أن توقف هذا الألم؛ وماذا تعلمت من هذا الألم إذا كنت قد تعلمت شيئاً.
ولا تستغرب قولي هذا عن التعلم من الألم. فكل شخص من هؤلاء الذين تظن أنهم أذوك وقيدوك وعرقلوك عن تحقيق أحلامك، وكانوا السبب في آلامك وتدمير حياتك... هم في الحقيقة أكبر معلميك - نعم – هم أكبر معلميك، ويجب أن تشعر نحوهم بالإمتنان.
لأن هؤلاء "المعلمين" هم من علموك الكثير عن نفسك وعن ذاتك القوية؛ وواجهوك بمخاوفك؛ وجعلوك تتحمل مسئولية حياتك؛ وترى العالم من زوايا مختلفة وفريدة.
يقول روبين شارما في كتابه "دليل العظمة": "الأشياء التي تدفعك للجنون هي في الحقيقة فرص عظيمة. والأشخاص اللذين يثيرون غضبك هم في الحقيقة مدرسوك الأفاضل. والأمور التي تغيظك هي في الحقيقة هبات قيمة. فكن ممتناً لها. واعشقها".
- نعم - لقد تعلمت الكثير من هؤلاء "المعلمين" اللذين تظنهم السبب وراء تعثرك في حياتك:
تعلمت أن لا تترك القرارات المصيرية في يد أحد غيرك، ليوجه لك دفة حياتك كما يرغب هو لا كما ترغب أنت.
تعلمت أن مالا يقتلك يقويك، ويجعلك تنهض من جديد أكثر فهم وحيوية وخبرة.
تعلمت أن تختار ما يعجبك وترضى عنه نفسك، لا ما يعجب الناس ويرضون عنه.
تعلمت تحدي ظروفك بالمثابرة والثبات للحصول على ما تريد.
تعلمت أنك الشخص الوحيد الذي تستطيع تغييره، أما من حولك فمهما فعلت لن تستطيع تغييرهم كما تريد؛ بل عليك أن تحترم معتقداتهم وأفكارهم وتتفاعل معهم بإيجابية كما هم، لتتكيف مع مجتمعك بشكل سليم وصحي وتحقق التوازن في حياتك.
يقول المفكر الكبير خليل جبران: "لقد تعلمت الصمت من الثرثارين، والتسامح من المتعصبين، والرحمة من قساة القلوب، ولكن الغريب هو أنني أشعر بالإمتنان تجاه هؤلاء المعلمين".
لذا من اليوم فكر في أمور حياتك من زوايا جديدة، فكر بإيجابية، واستخدم كل ما تعلمته من (معلميك) من خبرات ومعارف لخدمة أهدافك في الحياة ولخدمة الآخرين. من اليوم تعلم من كل شخص تقابله، ومن كل صعوبة تواجهها، ومن كل موقف أو تجربة. لا تكف عن التعلم أبداً فهو قوتك التي يجب أن تتمسك بها على الدوام.
يقول "صامويل سمايلز": "يستطيع المرء أن يتغلب على ظروفه، ويحقق ما يريد، إن ثابر في ثبات، وتحلى بعقلية إيجابية".
وللحديث بقية ...
بقلم: أماني محمد
http://www.dramany.net/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق